أعشاب يجب تجنبها أثناء الحمل

تُعتبر فترة الحمل من أهم الفترات في حياة المرأة، حيث تزداد الحاجة إلى الحذر والاهتمام بكل ما يتعلق بالصحة الغذائية والطبية. وعلى الرغم من أن الأعشاب تُستخدم منذ القدم كعلاجات طبيعية للكثير من الحالات الصحية، إلا أن تناول بعض الأعشاب خلال الحمل قد يشكل خطرًا كبيرًا على صحة الحامل وجنينها، لذلك يجب معرفة الأعشاب التي يُنصح بتجنبها لتجنب المضاعفات والمخاطر الصحية.

في هذا المقال، سيتم استعراض مجموعة من الأعشاب التي يجب على الحامل تجنبها مع ذكر أسباب ذلك، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية استشارة الطبيب قبل تناول أي نوع من الأعشاب أو المكملات الطبيعية أثناء فترة الحمل.

أهمية الحذر في استخدام الأعشاب أثناء الحمل

تتميز الأعشاب بتركيباتها الكيميائية المختلفة التي قد تؤثر على الجسم بطرق متعددة، بعضها مفيد وآمن بينما قد تكون بعضها الآخر ضارة وخاصة في فترات الحمل بسبب تأثيرها على الجهاز التناسلي أو الدورة الدموية أو الجهاز العصبي للجنين. بعض الأعشاب قد تحفز انقباضات الرحم، مما يزيد خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة، أو قد تحتوي على مركبات سامة تؤثر على نمو الجنين.

لهذا السبب، ينصح بشدة بأن تلتزم الحوامل بالحذر الشديد في استخدام الأعشاب، وعدم تناول أي أعشاب دون استشارة طبية دقيقة، ويفضل الاعتماد على نظام غذائي متوازن ومتابعة طبية دورية.

قائمة بالأعشاب التي يجب تجنبها أثناء الحمل

1. عشبة الأفسنتين (Wormwood)

تُستخدم الأفسنتين في الطب الشعبي كمطهر للطفيليات وعلاج لمشاكل الجهاز الهضمي، لكن تحتوي على مركبات سامة مثل الثوجون التي يمكن أن تؤدي إلى تحفيز الرحم وزيادة خطر الإجهاض أو تشوهات الجنين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسبب تأثيرات عصبية ضارة.

2. عشبة القديس يوحنا (St. John’s Wort)

تشتهر عشبة القديس يوحنا بقدرتها على تحسين المزاج وعلاج الاكتئاب، إلا أن استخدامها أثناء الحمل غير آمن. فهي تؤثر على إنزيمات الكبد التي تتحكم في تكسير الأدوية، مما قد يؤدي إلى تداخلات دوائية خطيرة مع أدوية أخرى متناولة أثناء الحمل، فضلاً عن عدم وضوح تأثيراتها على الجنين.

3. القرفة بكميات كبيرة

رغم أن القرفة تُستخدم بشكل آمن كتوابل، إلا أن تناولها بكميات كبيرة أو كمكمل عشبي أثناء الحمل قد يسبب تحفيز انقباضات الرحم، ما يزيد خطر الولادة المبكرة أو الإجهاض، خصوصًا في الأشهر الأولى من الحمل.

4. البابونج (Chamomile) بكميات كبيرة

يُعتبر البابونج من الأعشاب المهدئة والمستخدمة في علاج مشاكل الجهاز الهضمي والأرق، لكن تناوله بكميات كبيرة أثناء الحمل قد يؤدي إلى تحفيز الرحم، ويزيد من خطر النزيف والولادة المبكرة. كما يمكن أن يسبب تفاعلات تحسسية في بعض الحالات.

5. النعناع البري (Pennyroyal)

النعناع البري يحتوي على مركبات قوية تحفز تقلصات الرحم وقد تسبب تسممًا للكبد، ويعتبر من أخطر الأعشاب التي يجب تجنبها تمامًا أثناء الحمل لتجنب الإجهاض والمخاطر الصحية الخطيرة.

6. عشبة الجينسنغ (Ginseng)

يُعتقد أن الجينسنغ يعزز من الطاقة ويقوي الجهاز المناعي، لكنه قد يؤثر سلبًا على الحمل من خلال تحفيز نشاط الجهاز العصبي المركزي والهرمونات، وقد يسبب مضاعفات مثل ارتفاع ضغط الدم ومشاكل في نمو الجنين.

7. عرق السوس (Licorice)

يُستخدم عرق السوس لعلاج مشاكل الجهاز التنفسي والهضمي، إلا أن مركباته تؤثر على مستويات هرمونات الكورتيزول في الجسم، وقد تسبب ارتفاع ضغط الدم، وتهدد صحة الجنين ونمو الدماغ، لذلك ينصح بتجنب تناوله أثناء الحمل.

8. عشب الحلبة بكميات كبيرة

الحلبة تستخدم لتحفيز الحليب بعد الولادة، لكن تناولها بكميات كبيرة أثناء الحمل قد يؤدي إلى تحفيز انقباضات الرحم، ما يعرض الحمل لخطر الإجهاض أو الولادة المبكرة.

9. الكافا كافا (Kava Kava)

تُستخدم هذه العشبة لتهدئة القلق والتوتر، لكنها قد تسبب مشاكل في الكبد وتأثيرات سامة، لذا يجب تجنبها أثناء الحمل بشكل تام.

10. عشبة الأرقطيون (Burdock)

تُستخدم لعلاج مشاكل الجلد وتنقية الدم، ولكن هناك مخاوف من أن بعض مكوناتها قد تؤثر على الحمل وتسبب مشاكل في التوازن الهرموني.

تأثير بعض الأعشاب على صحة الحامل والجنين

تختلف الأعشاب في تأثيرها على الحمل بناءً على مكوناتها، وطريقة الاستخدام، والجرعة. يمكن تقسيم التأثيرات الضارة إلى عدة أنواع:

• تحفيز انقباضات الرحم: بعض الأعشاب تحتوي على مركبات تحفز الرحم، ما قد يؤدي إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة.

• تأثيرات سامة على الجنين: بعض الأعشاب تحتوي على مواد كيميائية قد تسبب تشوهات خلقية أو تأثيرات على نمو الجهاز العصبي للجنين.

• تداخلات دوائية: تؤثر بعض الأعشاب على انزيمات الكبد، مما يعطل فعالية الأدوية المستخدمة أثناء الحمل.

• تأثيرات على الجهاز المناعي: قد تؤدي بعض الأعشاب إلى تغييرات في مناعة الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى أو تفاعلات تحسسية.

• مشاكل في ضغط الدم: بعض الأعشاب تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وهو أمر خطير أثناء الحمل ويزيد من مخاطر تسمم الحمل.

الجدول التالي يوضح أبرز الأعشاب التي يجب تجنبها مع أسباب التجنب وتأثيراتها المحتملة:

توصيات عامة للحامل بشأن استخدام الأعشاب

• يجب استشارة الطبيب أو المختص قبل تناول أي نوع من الأعشاب أو المكملات الطبيعية أثناء الحمل.

• تجنب تناول الأعشاب بجرعات كبيرة أو لفترات طويلة دون متابعة طبية.

• التركيز على نظام غذائي صحي ومتوازن يعتمد على الأغذية الطازجة والمتنوعة.

• الابتعاد عن شراء الأعشاب من مصادر غير موثوقة أو مجهولة المصدر، حيث قد تحتوي على ملوثات أو مواد ضارة.

• الانتباه إلى الأدوية العشبية التي قد تحتوي على أعشاب ضارة معروفة وتأثيرات جانبية.

خاتمة

فترة الحمل تتطلب عناية خاصة بكل ما تتناوله الحامل من أطعمة وأعشاب وأدوية. مع ازدياد الاهتمام بالعلاجات الطبيعية، يجب معرفة أن ليس كل ما هو طبيعي آمن أثناء الحمل، فهناك أعشاب معينة تحمل مخاطر كبيرة على صحة الحامل وجنينها. الالتزام بالتعليمات الطبية واستشارة المختصين دائماً هو السبيل للحفاظ على سلامة الأم والجنين، مع تجنب الأعشاب التي قد تسبب تحفيز انقباضات الرحم، أو تأثيرات سامة، أو مشاكل صحية أخرى. المعرفة الدقيقة والتصرف الحذر هما الركيزتان الأساسيتان في المرور بفترة الحمل بأمان وصحة جيدة.

المصادر

1. Mayo Clinic. “Herbs and supplements during pregnancy.”

2. American Pregnancy Association. “Herbs to Avoid During Pregnancy.”